نحن في طور تحميل البيانات لملء موقعنا الإلكتروني، ترقبوا التحديثات!

ورشة لاستعراض نتائج دراسة حول تقلص الفضاء المدني وتأثيره على المؤسسات الشبابية والنسوية

خلال ورشة لاستعراض نتائج دراسة حول تقلص الفضاء المدني وتأثيره على المؤسسات الشبابية والنسوية 
توصيات بالعمل على حماية الحيز المدني ضمن خارطة طريق لتفعيل الدور ومراجعة الخطاب لإحداث التغيير المطلوب 
رام الله 17-12-2024 
أوصت ورشة العمل التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية يوم امس بضرورة العمل على مراجعة شاملة للمفاهيم المتعلقة بآليات العمل حول الفضاء المدني في فلسطين على مستوى العلاقة الداخلية، والقوانين الناظمة، وإعداد خارطة طريق لاستعادة الدور الحيوي للعمل الأهلي في مواجهة التحديات، وتعزيز الحريات والحقوق المدنية، وتناولت التوصيات محاور أبعاد  الدراسة السياسية بما فيها التشريعية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتقنية، وحملت العديد من الجوانب المتعلقة بوضع رؤية مشتركة تساهم في معالجة الآثار الناجمة عن تضيق مساحة العمل الأهلي الفلسطيني خلال السنوات الماضية، واستشراف معالم المستقبل من خلال خطة متكاملة للعمل تتوافق عليها مكونات العمل الأهلي في إطار مفاهيمي تشاركي يستنهض دور المجتمع المدني. 
جاءت هذه التوصيات خلال ورشة عمل عرض الدراسة البحثية بعنوان "بين التهميش والتحدي - دراسة تحليلية حول تقلُّص الفضاء المدني وتأثيره على المؤسسات الشبابية والنسوية" والتي قام بإعدادها الباحث د. عصام عابدين والباحثة لبنى الأشقر، وتعد الدراسة التي تقع في نحو 90 صفحة هي الأولى من نوعها التي تقدم تحليلا شاملا ومتخصصا للأبعاد المختلفة المؤثرة على الفضاء المدني الفلسطيني، وتقدم استنتاجات وتوصيات عملية للنهوض بواقع النظام السياسي، وتعزيز سيادة القانون والحوكمة الرشيدة، وتخصص الدراسة جزء هاما منها لتحقيق الاستدامة في سياق فلسطيني متغير بما يضمن دور الشباب في قيادة العمل الأهلي في ظل التهميش وحالة الاغتراب بما يعيد الاعتبار لقيم التضامن المجتمعي. 
وتم خلال الورشة استعراض محاور الدراسة وآليات العمل، ومنهجية البحث وأدواته القائمة على الاستبيان، والمقابلات، والدراسات وتحليل المعطيات والوصول للنتائج المبنية على أسس علمية، واستخدام أدوات بحثية ميدانية بالرغم من العدوان الاحتلالي منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة بشكل خاص وما خلفه من دمار وكوارث مجتمعية وإنسانية. تناولت الدراسة المشهد الداخلي من النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتشريعية، والرقمية، وخلصت إلى وجود فجوة كبيرة من خلال تحليل النتائج بين الطموح المعلن لدى المؤسسات الأهلية وقيادتها الفاعلة وبين الواقع العملي على الأرض في مختلف هذه الأبعاد بما في ذلك تعزيز آلية اتخاذ القرار وإشراك الشباب من الجنسين في صناعة القرار وتداول القيادة ضمن بيئة تعزز الممارسات الفضلى. 
وخلال النقاش تم عرض العديد من التوصيات التي تصب في أهمية إجراء نقاش أوسع حول الدراسة، وتكثيف الجهود في إطار المجتمع المدني لمعالجة المصطلحات المستخدمة، وتوحيد اللغة وتبادل التجارب بين المؤسسات، وتوسيع حملات الضغط والمناصرة بما فيها على المستوى الدولي حول قضايا التمويل وزيادة الحرص على بيئة تمكينية جامعة لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني بالإضافة إلى فتح حوار جدي شفاف لمعالجة الفجوات على أسس تعيد القيم الراسخة للمجتمع المدني قادرة على مواجهة التحديات. 
وكانت الورشة افتتحت بكلمة ترحيبية عبر تقنية التواصل المرئي "زوم" قدمها المدير التنفيذي للشبكة أمجد الشوا من غزة مستعرضا الوضع الكارثي في القطاع بفعل استمرار عدوان الاحتلال المتواصل للشهر الخامس عشر على التوالي، مشيرا أنه بالرغم من القيود المفروضة على منظمات المجتمع المدني داخليا وخارجيا ما زالت المنظمات الأهلية تعمل وفق خطط الاستجابة والتدخلات التي تقوم بها، موضحا أن أسس العلاقة فيما يتعلق بالقوانين المحلية بما فيها قانون الجمعيات للعام 2000 بحاجة إلى النقاش الواضح بين أطراف العلاقة، وأوضح الشوا في كلمته أن التحديات كبيرة لا سيما وقف العديد من المؤسسات الدولية دعمها بعد السابع من أكتوبر واصفا الدراسة بالمهمة في هذا التوقيت بالذات، وهي تعكس الحاجة الماسة للعمل التشاركي بين الجميع. 
وتولت إدارة النقاش صابرين عموري من مكتب الشبكة التي قدمت إضاءة لفكرة الدراسة وأهدافها، وآلية العمل التي اتبعت في تحليل الاستمارات والأدوات البحثية، ومن المقرر أن يعقب هذه الورشة لقاءات أخرى مع مؤسسات الاختصاص خلال الفترة القريبة القادمة لإغناء الدراسة وتطويرها.