في هذا البودكاست مع رفعت صباح، مدير عام مركز إبداع المعلم ورئيس الائتلاف الأهلي التربوي الفلسطيني، تناول الحديث واقع التعليم في فلسطين والتحديات التي يواجهها النظام التعليمي الفلسطيني في ظل الاحتلال والحروب والأزمات المتتالية مثل جائحة كورونا والإضرابات المستمرة للمعلمين. تم تعريف الائتلاف الأهلي التربوي كمظلة تجمع مؤسسات وأفراداً تربويين يهدفون إلى التأثير في السياسات التعليمية الفلسطينية، وتعزيز الرقابة والمساءلة عليها، وكذلك تقديم الدعم على المستويين الوطني والمحلي من خلال تعاونيات تعليمية ومراكز مجتمعية تخدم الفئات المختلفة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والشباب.
ناقش اللقاء تداعيات الأزمات المتلاحقة على جودة التعليم، خاصة ارتفاع نسب الأمية وضعف مهارات القراءة والكتابة، وتأثير الإضرابات والحروب على انقطاع الدراسة وتراجع الشغف والانتماء لدى المعلمين والطلاب. كما تم التطرق إلى تراجع مكانة المعلم اجتماعياً ورفاهيته، وتأثير ذلك على أدائه ودوره الاجتماعي والسياسي. وأكد على ضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم كاملة، بما في ذلك المناهج ونظام التقييم، مع إشراك المجتمع المدني والمعلمين في صنع القرار التربوي. تم التطرق أيضاً إلى الوضع الصعب في مناطق شمال الضفة الغربية مثل جنين وتطلعات إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد تدمير واسع للمؤسسات التعليمية، مع التركيز على دور المجتمع المدني والمنظمات الأهلية في دعم التعليم وحماية المعلمين والطلاب، وملاحقة إسرائيل على جرائمها التعليمية.
أخيراً، أكد صباح على أهمية الأمل في مستقبل التعليم الفلسطيني كأداة للتحرر والبناء الوطني، داعياً إلى استمرار التعاون والتنسيق بين كل الجهات الفاعلة لتحقيق رؤية تعليمية شاملة ومستدامة تخدم القضية الوطنية والمجتمع الفلسطيني.
النقاط البارزة
00:07 تعريف الائتلاف الأهلي التربوي ودوره في التأثير على السياسات التعليمية الفلسطينية.
06:02 تأثير جائحة كورونا والإضرابات المستمرة على جودة التعليم وزيادة الأمية.
09:50 تراجع مكانة المعلم اجتماعياً ورفاهيته وتأثير ذلك على التعليم.
16:03 دور المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية في حماية المعلمين والدفاع عن حقوقهم.
27:10 الأوضاع الصعبة في شمال الضفة الغربية وتأثير الاقتحامات على التعليم.
31:13 تأثير الحرب على قطاع غزة وتدمير المدارس وفقدان آلاف الطلاب والمعلمين.
38:14 أهمية الأمل في التعليم كأداة للتحرر وبناء المستقبل رغم التحديات الكبيرة.
يتضح من الحديث أن التعليم في فلسطين يمر بأزمة مركبة تنبع من عوامل داخلية وخارجية، تشمل الاحتلال، الظروف الأمنية، الأزمات الصحية، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية. الائتلاف الأهلي التربوي يمثل منصة فاعلة تجمع الجهود لمواجهة هذه التحديات عبر العمل التشاركي وتقديم الدعم على المستويين السياسي والعملي. تراجع جودة التعليم وارتفاع نسب الأمية، إلى جانب تآكل مكانة المعلم، يشير إلى ضرورة إعادة هيكلة شاملة للمنظومة التعليمية، تتضمن تطوير المناهج، تحديث طرق التقييم، ورفع مستوى رفاهية المعلمين.
كما أن إشراك المجتمع المدني والمعلمين أنفسهم في صنع القرار التربوي يعتبر من الركائز الأساسية لتحقيق هذا الإصلاح.