البيان العام بشأن احتجاز وترحيل المتطوعين الدوليين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال موسم قطف الزيتون
الضفة الغربية – فلسطين
22 تشرين الأول/أكتوبر 2025
تُعبّر اللجنة الوطنية العليا لحملة زيتون 2025 عن إدانتها بأشدّ العبارات لقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز وترحيل 32 متطوعًا دوليًا يوم الخميس، 16 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء مرافقتهم للمزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون السنوي.
لقد كان المتطوعون يشاركون في نشاطات سلمية بطلب من المجتمعات المحلية، تتمثل في مرافقة العائلات إلى أراضيها الزراعية، والمساعدة في قطف الزيتون، وتوثيق اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين. وتُعدّ هذه الأنشطة عنصرًا أساسيًا في تقليل المخاطر وضمان الوجود الميداني الداعم للمزارعين الفلسطينيين والمجتمعات الريفية التي تواجه تصاعدًا في عنف المستوطنين وقيود الحركة المفروضة من قبل الاحتلال.
وبحسب المنظمات المنسقة والفريق القانوني، فقد استُكملت إجراءات ترحيل المتطوعين الـ32 يوم الثلاثاء، 21 تشرين الأول/أكتوبر. ويشمل هؤلاء متطوعين من المملكة المتحدة، فرنسا، اليونان، إيرلندا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. ويأتي هذا القمع ضمن نمط أوسع تعمل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بالتوازي لاستهداف المجتمعات الفلسطينية الريفية، ومنع وصول المزارعين إلى أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون، وقمع الشهود الدوليين، لا سيما في المنطقة (ج)، حيث يشتد خطر مصادرة الأراضي والتهجير القسري. وقد أفاد المحتجزون بأنهم استُهدفوا تحديدًا بسبب دورهم في توثيق ومنع الاعتداءات.
يأتي موسم قطف الزيتون لعام 2025 وسط تصعيدٍ حاد في هجمات المستوطنين وقيود الوصول، وهي انتهاكات موثقة بشكل متكرر من قبل وكالات الأمم المتحدة وجهات رقابية مستقلة. إن حق المزارعين في قطف محاصيلهم والوصول إلى أراضيهم حق أساسي يرتبط بمعيشتهم وثقافتهم وسيادتهم الغذائية. ويؤدي تعطيل الاحتلال لهذا الموسم عبر العنف والإغلاقات العسكرية والاعتقالات إلى آثار اقتصادية وإنسانية مباشرة، تشكل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية منهجية تستهدف مصادر رزق الفلسطينيين.
يلعب المتطوعون الدوليون دورًا محوريًا في توفير المرافقة الحمائية والتوثيق الذي يردع العنف ويكشف الانتهاكات. إن احتجاز وترحيل هؤلاء المتطوعين يقوّض حماية المدنيين ويُخفي الانتهاكات المستمرة عن أعين المجتمع الدولي. كما أن استهداف هذا النوع من المرافقة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التنظيم والتعبير، والالتزام بحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
تطالب اللجنة الوطنية العليا لحملة زيتون 2025 بالوقوف عند مسؤولياته:
· ضمان وصول المزارعين الفلسطينيين الآمن وفي الوقت المناسب إلى أراضيهم طوال موسم القطف، بما في ذلك الأراضي القريبة من المستوطنات ووراء الجدار، مع اتخاذ تدابير فعّالة لمنع عنف المستوطنين.
· فتح تحقيقات مستقلة في جميع الاعتداءات على المزارعين والمتطوعين، ومحاسبة مرتكبي عنف المستوطنين والمسؤولين الذين يسهّلون أو يمتنعون عن منع تلك الجرائم.
· تمكين المراقبين الدوليين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان من الوصول دون عوائق لدعم وتوثيق الأوضاع خلال موسم القطف.
· اتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الدول الثالثة لمراقبة الإساءات والإبلاغ عنها وفرض العقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات المنهجية، انسجامًا مع التزاماتها القانونية بعدم المساعدة أو الاعتراف بالأوضاع غير القانونية.
· ورغم هذه الاعتقالات والترحيلات، ستواصل منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والمجتمعات المحلية، إلى جانب المتضامنين الدوليين، موسم قطف الزيتون. فالمزارعون ما زالوا في أراضيهم، ولا يزال عشرات المتطوعين الدوليين يرافقون العائلات في جني المحصول بأمان. ومن المقرر أن تتوسع الحملة خلال الأيام المقبلة كما هو مخطط لها.
وفروا الحماية للمزارعين الفلسطينيين. أوقفوا عنف المستوطنين. دافعوا عن التضامن الدولي.
صادر عن: اللجنة الوطنية العليا لحملة زيتون 2025
(وتضم اللجنة وزارة الزراعة، هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ،ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية)